كتاب تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

وقوله: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ} 1 الآية.
الأولى: هذا التحريم قَدَري. وأما قوله: {حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} 2 3 وأمثالها فتحريم شرعي.
الثانية: هذه العلامة الظاهرة في كلامها، ولم يفهموا مع فطنتهم.
وقوله: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ} 4 5 إلى آخره، فيه:
الأولى: الرد لثلاث فوائد.
الثانية: تفاوت مراتب العلم لقوله: {وَلِتَعْلَمُ} .
الثالثة: أن بعض المعرفة لا يسمى علما، فيصح نفيه من وجه، وإثباته من وجه.
الرابعة: المسألة العظيمة الكبيرة: تسجيل الله تبارك وتعالى على الأكثر أنهم لا يعلمون أن وعده حق.
وقوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} 6 7، فيه:
الأولى: أن ذلك الإيتاء بعد بلوغ الأشد والاستواء.
الثانية: الفرق بين العلم والحكم.
__________
1 قوله تعالى: (وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون) الآية: 12.
2 سورة النساء آية: 160.
3 سورة النساء: الآية 160 وتمامها قوله تعالى: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا) .
4 سورة القصص آية: 13.
5 قوله تعالى: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون) الآية: 13.
6 سورة القصص آية: 14.
7 قوله تعالى: (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) الآية: 14.

الصفحة 284