كتاب تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

وقوله: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ} 1 2.
الأولى: وصفهم بأن فيهم المهلك، وأنهم عدموا المنجي، ولذلك أخذهم بما ذكر.
الثانية: أمر المؤمن بالنظر في عاقبتهم.
الثالثة: أنه أتى بلفظ الظالمين ليبين أن ذلك ليس مختصا بهم.
وقوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} 3 4.
الأولى: هذا الجعْل القدري، وأما قوله: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ} 5 6 وأمثاله فهذا الجعْلُ الشرعي.
الثانية: أن معرفة هذا مما يوجب الحرص على النظر في الأئمة إذا كان منهم من جعله الله يدعو إلى النار، ومنهم من قال فيه: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} 7:
الثالثة: ذكر ما لهم في القيامة.
الرابعة: ما أبقى لهم على ألسنة الناس في الدنيا.
الخامسة: ما لهم في الآخرة.
__________
1 سورة القصص آية: 39.
2 قوله تعالى: (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) الآيتان: 39-40.
3 سورة القصص آية: 41.
4 قوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين) الآيتان: 41-42.
5 سورة المائدة آية: 103.
6 سورة المائدة) الآية: 103, ونصها ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون.
7 سورة الأنبياء آية: 73.

الصفحة 294