كتاب تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

شَيْءٍ عَدَداً} 1 2.
أي: ليعلم الله أن الأنبياء بلَّغُوا الرسالات، كقوله: {حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ} 3 4.
{وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ} 5 بما عند الرسل من الحكم والشرائع.
{وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} 6 من القطر والرمل وورق الأشجار وغير ذلك فكيف لا يحيط بما عند الرسل من وحيه؟ والله أعلم.
وقال أيضا الشيخ محمد رحمه الله تعالى على قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} 7 8: وبعد، فهذه عشر درجات:
الأولى: تصديق القلب أن دعوة غير الله باطلة، وقد خالف فيها من خالف.
الثانية: أنها منكرٌ يجب فيها البغض; وقد خالف فيها من خالف.
الثالثة: أنها من الكبائر والعظائم المستحقة للمقت والمفارقة، وقد خالف فيها من خالف.
الرابعة: أن هذا هو الشرك بالله الذي لا يغفره، وقد خالف فيها من خالف.
الخامسة: أن المسلم إذا اعتقده أو دان به كفر. وقد خالف فيها من خالف.
__________
1 سورة الجن آية: 28.
2 الآية 28 وهي الآية الأخيرة في سورة الجن.
3 سورة محمد آية: 31.
4 سورة محمد الآية: 31 ونصها (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) .
5 سورة الجن آية: 28.
6 سورة الجن آية: 28.
7 سورة الجن آية: 18.
(8" الآية: 18 من سورة الجن, وقد سبق كلام في تفسيرها, وهذا إضافة إليه.

الصفحة 362