كتاب إرشاد الحائر إلى علم الكبائر

وهل يقتل حداً أو كفراً؟ فيه أيضاً روايتان، والله أعلم.
ومنها: الصيام.
فمن أفطر رمضان أو بعضه مع القدرة والعلم بالتحريم: فهو من الكبائر، ويؤمر به، ويقتل مع الإصرار على الترك.
وكذا من جامع في نهار رمضان وهو به عالمٌ ذاكرٌ: فهو من الكبائر، لأنه أفسد صومه.
ومنها: إذا جحد الحج أو وجوبه.
وإنما لم أقل: إن ترك الحج من الكبائر: لأن الحج على التراخي، لكن حيث قلنا: إنه على الفور وتركه: فهو من الكبائر، وحكمه حكم باقي العبادات، والله أعلم بالصواب.
ومنها: إذا أعان الكفار على المسلمين: فهو من الكبائر.
وإن قيل: لم لا تقولوا: الجهاد تركه من الكبائر؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من لم يغزو ولم تحدثه نفسه بالغزو: مات على شعبةٍ من النفاق)).
قيل: الجواب من وجوهٍ:
أحدها: أن هذا لأجل الترغيب في الجهاد.

الصفحة 25