كتاب إرشاد الحائر إلى علم الكبائر

روى إسحاق بن عمير عن بعض مشايخه قال: (الجنة مائة درجةٍ، أولها: درجة فضةٍ، وأرضها فضةٌ، ومساكنها فضةٌ، وترابها المسك.
والثانية: ذهبٌ، وأرضها ذهبٌ، ومساكنها ذهبٌ، وترابها ذهبٌ.
والثالثة: لؤلؤٌ، وأرضها لؤلؤٌ، ومساكنها لؤلؤٌ، وترابها المسك.
وسبعٌ وتسعون بعد ذلك ما لا عينٌ رأت؛ ولا أذنٌ سمعت؛ ولا خطر على قلب بشرٍ، قال: ومصدقه كلام الله تعالى: {فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعينٍ}.
وعن المغيرة بن شعبة يرفعه: ((سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل: ما أدنى أهل الجنة منزلةً؟ فقال: هو رجلٌ يجيء بعدما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقول له الرب تبارك وتعالى: ادخل الجنة، فيقول: كيف يا رب وقد أخذ الناس منازلهم؛ وأخذوا أخذاتهم، فيقول: أترضى أن يكون لك مثل ملكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت يا رب، فيقول: لك ذلك؛ ومثله ومثله ومثله، فيقول: رضيت يا رب، فيقول: لك ذلك وعشر أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك؛ وقرت عينك.
قال: فما أعلاهم منزلةً؟ قال: أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي؛ وختمت عليها، فلم تر عينٌ؛ ولم تسمع أذنٌ؛ ولم يخطر على قلب

الصفحة 57