كتاب إرشاد الحائر إلى علم الكبائر

ممن جاوزوا مع الملائكة الكرام، فقالوا لهم: يا ملائكة الرحمن؛ أين الصراط والزحام؟ فقالوا: أبشروا؛ فقد جاوزتم الصراط بألف عامٍ.
&فصلٌ: ومن كان يعمل هذه المعاصي: فلا يسلم عليه&؛ ولا يرد سلامه؛ ولا يقام له ويهجر، ولا يصلي خلفه؛ ولا يهنأ؛ ولا يعزى؛ ولا يكرم، وهذا بخلاف زماننا، فإن فيه يكرمون العاصي؛ ويهينون العالم العامل الزاهد، والحمد لله وحده.
&فصلٌ: وهذه المحرمات لو تركها: عوض خيراً منها&، فمن لا يصلي تراه بالقلة والذلة، وتراه لو عمل ما عمل: لم تر معه بركةٌ، وكذا من لم يصم ولم يزك، ومن أخذ الربا، فلو ترك هذا الربا: لعوض بدله حلالاً، ولو ترك الزنا: لعوض بدله حلالاً، ولو ترك السرقة: لعوض بدله حلالاً، ولو ترك المعاصي جميعها: عوض بدلها حلالاً.
وما ترك أحدٌ شيئاً لله: إلا عوضه الله خيراً منه، ولو لم يكن في الدنيا:

الصفحة 60