كتاب مزاعم وأخطاء وتناقضات وشبهات بودلي في كتابه الرسول، حياة محمد دراسة نقدية

وروى ابن سعد (1) ، من غير طريق الواقدي، أنه عندما توفي كان فيما ترك ذهب قطع بالفؤوس حتى مَجَلَتْ [أي كَلَّت] أيدي الرجال منه. وترك أربع نسوة، فأخرجت امرأة من ثمنها بثمانين ألف. وفي الرواية الثانية: أنه ترك ثلاث نسوة، فأصاب كل واحدة مما ترك ثمانون ألفاً ثمانون ألفاً.
كان هؤلاء التجار الذين ذكرناهم من أوائل السابقين إلى الإسلام في مكة، ويتضح من الأمثلة التي ذكرناها عن سيرهم أنهم كانوا من علية أغنياء الصحابة. ويعجب المرء أن يتابع بودلي أساتذته الذين يقلبون الحقائق، ويهمل الرجوع إلى مصادر الإسلام المشهورة المختلفة ويعتمد على دراسات المغرضين شيوخه المستشرقين. والروايات الضعيفة والقوية فيها تشير إلى أن ما ذكره بودلي يجافي الحقائق التاريخية والمنهجية العلمية في الدراسات التاريخية.
__________
(1) الطبقات (3/136ـ137) .
7- يزعم بودلي أن غالب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا كذلك من الساخطين على أوضاعهم (2) :
جاءت هذه الفرية مقرونة بالصفة المزعومة السابقة التي تناولناها. فنقول في دحضنا لهذا الزعم أو الفرية: إن المتتبع لسير أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، خاصة السابقين منهم إلى الإسلام، يلحظ عكس ما زعم بودلي. فقد كان أغلبهم من أبناء قريش وغيرها من قبائل العرب، لا كما يزعم بودلي وغيره من المستشرقين ومن تأثر بهم من الكتاب المسلمين أن غالبية أو معظم أصحاب
__________
(2) الرسول، ص 60.

الصفحة 38