كتاب دلائل النبوة للبيهقي محققا (اسم الجزء: 5)
سُفْيَانَ وَحَكِيمٍ وَبُدَيْلٍ لَا تَمُرُّ عَلَيْهِمْ كَتِيبَةٌ إِلَّا سَأَلُوا عَنْهَا حَتَّى مَرَّتْ عَلَيْهِمْ كَتِيبَةُ الْأَنْصَارِ فِيهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَنَادَى سَعْدٌ أَبَا سُفْيَانَ، فَقَالَ:.
__________
[ () ] قال البلاذري- رحمه الله تعالى- وكان يعظم الْقَوْلَ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، وينشد الهجاء فيه، ويكثر أذاه وهو بمكة.
ومقيس. بميم، فقاف، فسين مهملة- بن صبابة، بصاد مهملة، وموحدتين، الأولى خفيفة-، كان أسلم، ثم أتى على رجل من الأنصار فقتله، وكان الأنصاري قتل أخاه هشاما خطأ في غزوة ذي قرد، ظنّه من العدوّ، فجاء مقيس، فأخذ الدّية، ثم قتل الأنصاري، ثم ارتد، فقتله نميلة- تصغير نملة، بن عبد الله يوم الفتح.
وهبّار- بفتح الهاء، وتشديد الموحدة بن الأسود، أسلم، وكان قبل ذلك شديد الأذى للمسلمين، وعرض لزينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلم لمّا هاجرت فنخس بها، فأسقطت، ولم يزل ذلك المرض بها حتّى ماتت، فلمّا كان يوم الفتح، وبلغه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم أهدر دمه، فأعلن بالإسلام، فقبله منه رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعفا عنه.
والحويرث بن الطلاطل الخزاعي، قتله عليّ- رضي الله عنه- ذكره أبو معشر. وكعب بن زهير، وجاء بعد ذلك فأسلم، ومدح. ذكره الحاكم.
ووحشيّ بن حرب، وتقدّم شأنه في غزوة أحد، فهرب إلى الطائف، فلما أسلم أهلها جاء فأسلم.
وسارة مولاة عمرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، وكانت مغّنية نوّاحة بمكة، وكانت قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم قبل الفتح، وطلبت منه الصّلة وشكت الحاجة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم «ما كان في غنائك ما يغنيك؟»
فقالت: إنّ قريشا منذ قتل من قتل منهم ببدر تركوا الغناء، فوصلها رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأوقر لها بعيرا طعاما، فرجعت إلى قريش. وكان ابن خطل يلقي عليها هجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم فتغني به. وهي التي وجد معها كتاب حاطب بن أبي بلتعة، فأسلمت وعاشت إلى خلافة عمر بن الخطاب.
وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان بن حرب، وهي التّي شقّت عن كبد حمزة بن عبد المطّلب عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأسلمت، فعفا عنها.
وأرنب مولاة ابن خطل، وقينتان لابن خطل، كانت تغنيان بهجو رسول الله صلّى الله عليه وسلم اسم أحدهما فرتنى- بفتح الفاء، وسكون الرّاء وفتح الفوقية، فنون، فألف تأنيث مقصورة، والأخرى قريبة- ضدّ بعيدة، ويقال: هي أرنب السابقة، فاستؤمن لإحداهما فأسلمت، وقتلت الأخرى، وذكر عن ابن إسحاق أن فرتنى هي التي أسلمت، وأن قريبة قتلت.
وأم سعد قتلت فيما ذكره ابن إسحاق، ويحتمل كما قال الحافظ- رحمه الله تعالى أن تكون أرنب، وأم سعد القينتان. واختلف في اسميهما باعتبار الكنية واللّقب.
الصفحة 43
507