كتاب دلائل النبوة للبيهقي محققا (اسم الجزء: 5)

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي [ (46) ] ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ [ (47) ]
ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي [ (48) ] إِنْ لَمْ تَرَوْهَا ... تُثِيرُ النَّقْعَ [ (49) ] مِنْ كَتِفَيْ كَدَاءُ [ (50) ]
وَأَظُنُّ فِي رِوَايَةِ ابْنِ بُكَيْرٍ مُوعِدُهَا كَدَاءُ.
يُبَارِينَ الْأَسِنَّةَ مُشْرَعَاتٍ
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ صَالِحٍ.
يُبَارِينَ الْأَعِنَّةَ [ (51) ] مُصْعِدَاتٍ [ (52) ] ... عَلَى أكتافها الأسل الظّماء [ (53) ]
__________
[ (46) ] (فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي) هذا مما احتج به ابن قتيبة لمذهبه أن عرض الإنسان هو نفسه لا أسلافه لأنه ذكر عرضه وأسلافه بالعطف. وقال غيره: عرض الرجل أموره كلها التي يحمد بها ويذم، من نفسه وأسلافه، وكل ما لحقه نقص يعيبه.
[ (47) ] (وقاء) هو ما وقيت به الشيء.
[ (48) ] (ثكلت بنيتي) قال السنوسيّ: الثكل فقد الولد، وبنيتي تصغير بنت. فهو بضم الباء، وعند النوويّ بكسر الباء، لأنه قال: وبنيتي أي نفسي.
[ (49) ] (تثير النقع) أي ترفع الغبار وتهيجه.
[ (50) ] (كتفي كداء) أي جانبي كداء، وكداء ثنية على باب مكة.
وعلى هذه الرواية، في هذا البيت إقواء مخالف لباقيها. وفي بعض النسخ: غايتها كداء. وفي بعضها: موعدها كداء. وحينئذ فلا إقواء.
[ (51) ] (يبارين الأعنة) ويروى: يبار عن الأعنة. قال القاضي: الأول: هو رواية الأكثرين. ومعناه أنها لصرامتها وقوة نفوسها تضاهي أعنتها بقوة جبذها لها، وهي منازعتها لها أيضا.
وقال الأبيّ نقلا عن القاضي: يعني أن الخيول لقوّتها في نفسها وصلابة أضراسها تضاهي أعنتها الحديد في القوة، وقد يكون ذلك في مضغها الحديد في الشدة.
وقال البرقوقيّ في شرحه للديوان: أي أنها تجاري الأعنة في اللين وسرعة الانقياد. قال: ويجوز أن يكون المعنى، كما قال صاحب اللسان، يعارضنها في الجذب لقوة نفوسها وقوة رؤوسها وعلك حدائدها.
قال القاضي: ووقع في رواية ابن الحذاء: يبارين الأسنة، وهي الرماح. قال فإن صحت هذه الرواية فمعناها أنهن يضاهين قوامها واعتدالها. وقال البرقوقيّ: مباراتها الأسنة أن يضجع الفارس رمحه فيركض الفرس ليسبق السنان.
[ (52) ] (مصعدات) أي مقبلات إليكم ومتوجهات. يقال: أصعد في الأرض، إذا ذهب فيها مبتدئا.
ولا يقال للراجع.
[ (53) ] (الأسل الظماء) الأسل الرماح. والظماء الرقاق. فكأنها لقلة مائها عطاش. وقيل المراد بالظماء العطاش لدماء الأعداء. قال البرقوقيّ: من قولهم أنا ظمآن إلى لقائك.

الصفحة 52