بالسند الماضي قبل إلى عبد الرزاق، قال: سمعت رجلاً يحدث عن هشام بن حسان، عن عم له، عن أبي شعبة البكري، قال: طفت وراء ابن عمر، فسمعته حين حاذى الركن اليماني قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير، فلما حاذى الحجر الأسود قال: {ربنا آتنا في الدنيا حسنةً} الآية، فلما انصرف قلت: يا أبا عبد الرحمن سمعتك تقول كذا وكذا، قال: هو ذاك. أثنيت على ربي وشهدت شهادة الحق، وسألت عن خير الدنيا والآخرة.
قال: فدعا هشام بن حسان بدواة فكتبه.
قلت: هذا موقوف غريب السند فيه راويان لم يسميا.
وقد وقع لنا من (¬1) [وجه آخر. وبالسند الماضي إلى عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي شعبة البكري، قال: رمقت ابن عمر وهو يطوف بالبيت، وهو يقول .. .. فذكره.
رجال هذا السند رجال الصحيح إلا البكري، فذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى فيمن لا يعرف اسمه، وأخرج حديثه هذا، ووصفه في طريق بأنه من أهل البصرة، ولفظه: سمعت ابن عمر في الطواف، فكان إذا انتهى إلى الركن اليماني قال: لا إله إلا اله إلى آخره، ولا يزال كذلك حتى يبلغ الحجر الأسود.
هذا آخرها ولم أقف على أبي شعبة على جرح ولا تعديل، وقد ذكر الرافعي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك في ابتداء الطواف.
قال الحافظ: ولم أره مرفوعاً، نعم جاء في خبر مرفوع قول ذلك بين الركن والمقام، فأخرجه الحافظ عن عبد الله بن السائب، فذكر مثل رواية عبد الرزاق
¬__________
(¬1) إلى هنا ينتهي هذا المجلس وما بين المعكوفتين من الفتوحات الإلهية.