كتاب سنن أبي داود - ت الأرنؤوط (اسم الجزء: 5)

١٥ - باب ما جاء في فضل من مات في الطاعون
٣١١١ - حدَّثنا القَعْنَبيُّ: عن مالكٍ، عن عَبدِ الله بن عَبد الله بن جابرِ بن عَتيكٍ، عن عَتيكِ بن الحارثِ بن عَتيكٍ -وهو جدُّ عبد الله بن عبد الله أبو أُمه- أنه أخبره أن جابرَ بن عَتيكٍ أخبره: أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- جاء يعودُ عبدَ الله بن ثابتٍ، فوجدَه قد غُلِبَ، فصاح به رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- فلم يُجبْه، فاسترجَع رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- وقال: "غُلِبنا عليك يا أبا الرَّبيع" فصاح النِّسوة وبكَين، فجعل ابن عَتيكٍ يُسكتهن، فقال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "دَعْهُنَّ، فإذا أوجَبَ فلا تبكِيَنَّ باكيةٌ"، قالوا: وما الوجوب يا رسول الله؟ قال: "الموتُ".
قالتِ ابنتُه: والله إن كنت لأرجو أن تكونَ شهيداً فإنك قد كنتَ قضيتَ جَهازك، قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- إن الله قد أوقع أجرَه على قدرِ نيته، وما تعدُّون الشهادةَ؟ " قالوا: القتل في سبيل الله تعالى، قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "الشَّهَادَةُ سبعٌ سوى القتلِ في سبيل الله: المَطْعونُ شهيدٌ، والغَرِقُ شهيدٌ، وصاحبُ ذاتِ الجَنْبِ شهيدٌ، والمَبطُونُ شهيدٌ، وصاحِبُ الحريق شهيدٌ، والذي يموت تحت الهَدْمِ شهيدٌ، والمرأةُ تموت بجُمْعٍ شهيدٌ" (¬١).
---------------
(¬١) حديث صحيح، عتيك بن الحارث بن عتيك ذكره ابن حبان في "الثقات" وصحح حديثه هذا، ورواية مالك لحديثه في "الموطأ" تقوية له، وقد صحح حديثه هذا الحاكم ١/ ٣٥١، وسكت عنه الذهبي، وأورده عبد الحق الإشبيلي في "أحكامه الوسطى" ٢/ ٣٦٠ - ٣٦١، وسكت عنه، وقد روي الحديث برمته من طريق آخر كما سيأتي.
وهو في "موطأ مالك" ١/ ٢٣٣ - ٢٣٤، ومن طريقه أخرجه النسائي (١٨٤٦). وهو في "مسند أحمد" (٢٣٧٥٣)، و"صحيح ابن حبان" (٣١٨٩). =

الصفحة 27