كتاب سنن أبي داود - ت الأرنؤوط (اسم الجزء: 5)

٣١١٧ - حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا بشرٌ، حدَّثنا عُمارة بن غَزِيَّةَ، حدَّثنا يحيى بن عُمارة سمعت أبا سعيد الخدريَّ يقول: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "لقِّنوا موتاكُم قَوْلَ: لا إله إلَاّ اللهُ" (¬١).

٢١ - باب تغميض الميت
٣١١٨ - حدَّثنا عبدُ الملك بن حَبيبٍ أبو مروانَ، حدَّثنا الفَزَاريُّ -يعني أبا إسحاق- عن خالدٍ الحذّاء، عن أبي قِلابةَ، عن قَبيصةَ بن ذؤيب
---------------
= والثاني ما فيه أنه يحرم على النار، وهذا قد حمله بعضهم على الخلود فيها، أو على نار يخلد فيها أهلها، وهي ما عدا الدرك الأعلى، فإن الدرك الأعلى يدخله كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم، ثم يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين وفي "الصحيحين": إن الله تعالى يقول: "وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله".
(¬١) إسناده صحيح. بشر: هو ابن المُفضَّل، ومسدّد: هو ابن مُسَرْهَد.
وأخرجه مسلم (٩١٦)، وابن ماجه (١٤٤٥)، والترمذي (٩٩٨)، والنسائي (١٨٢٦) من طريق عمارة بن غزية، به.
وهو في "مسند أحمد" (٣٠٩٩٣)، و "صحيح ابن حبان" (٣٠٠٣).
والمراد بقول: "لا إله إلا الله" في هذا الحديث وغيره كلمتا الشهادة، قال ابن المنير: "قول لا إله إلا الله" لقب جرى على النطق بالشهادتين شرعاً.
قال النووي في "شرح مسلم": معناه: من حضره الموت، والمراد: ذكِّروه "لا إله إلا الله " لتكون آخر كلامه، كما في الحديث: "من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة، والأمر بهذا التلقين أمر ندب، وأجمع العلماء على هذا التلقين، وكرهوا الإكثار عليه والموالاة لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه، فيكره ذلك بقلبه، ويتكلم بما لا يليق، قالوا: وإذا قاله مرة لا يُكرر عليه إلا أن يتكلم بكلام آخر فيعاد التعريض به، ليكون آخر كلامه. ويتضمن الحديث الحضور عند المحتضر لتذكيره وتأنيسه وإغماض عينيه والقيام بحقوقه، وهذا مجمع عليه.

الصفحة 36