ومما يدل على أن: "إذا": ليست بوقت محض: أنها لو كانت كذلك، لجاز أن تقوم مقام: "متى": في سائر الأحوال، إذ كانت مثل: "متى" وقتًا.
وقد علمنا أنه قد يصح أن نقول: متى لقيت زيدًا؟ ولا يجوز أن نقول: إذا لقيت زيدًا؟ وهو يريد به استفهام الوقت.
ولو كانت بمنزلة: "متى"، لجاز أن يستفهم بها الأوقات، فصح أنها مفارقة لـ: "متى": من هذا الوجه، وأن: "إذا": واسطة بين الوقت والشرط، فجاز أن تلحق بها تارة، وتفارقها تارة.
ويدل على أن: "إذا": قد تكون بمعنى: "إن"، وهي شرط محض:
قول الشاعر:
وإذا تصبك خصاصة فتجمل
معناه: "وإن تصبك"، ولولا ذلك لما جزم الفعل.
* و: "إن": قد تكون بمعنى: "إذا": أيضًا، نحو قوله تعالى: {متاعًا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم}.
معناه: إذا خرجن، يعني به مضي الوقت، وهو الحول المؤقت به للعدة، إذ لو كان المراد: الشرط، لكان جائزا لها أن تتزوج أي وقت خرجت فيه.