كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
وقلة الرحمة، وقلة الحياء، والاتكال على الطاعات، والأمن لسلب ما أعطي، وفضول الكلام، والشهوة الخفية، وطلب العز، واتخاذ إخوان في العلانية على عداوة في السر، واختبار الأحوال، والتملك، والاقتدار في الله، وذهاب ملك النفس إذا رد عليه قوله، والتماس المغالبة لا لله، والانتصار للنفس، إذا نالها الذل، والأنس بالمخلوقين، والوحشة إذا عجز عن رؤوسهم، والتعظيم للأغنياء من أجل غناهم، والاستهانة للفقراء من أجل فقرهم، والحسد، والغيبة، والنميمة، والجور، والعدوان.
فهذه كلها مزابل قد انضمت عليها طوايا صدره، وظاهره: صوم، وصلاة، وزهادة، وأنواع أعمال البر، فإذا انكشف الغطاء بين يدي الله عز وجل عن هذه الأشياء، كان كمزبلة فيها أنواع الأقذار، غشيت بالديباج، فلما رفع الغشاء، أخذت بالأنف من نتنها، وأعرض الناظرون إليها من قبحها، فهذا عبد مراءٍ، مداهن، متصنع، عبد شهواته، فلم يقدر أن يخلص من عمله، فإنه لا ينفك من عمل يحتاج إلى أن يجتهد فيه، فكما احتاج أن