كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
وينظر منه إلى أدب الإسلام وشمائله، فصاروا من بعده أئمة أدلة، فبهم الاقتداء، وعلى سيرتهم الاحتذاء، فكانوا يمسون عنده ويصبحون عنده، يدعون ربهم بالغداة والعشي، وأثنى عليهم في تنزيله، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر معهم، فقال: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}.
1133 - حدثنا الجارود، ثنا يحيى بن الحكم، ثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}، قال: المخاطبة في الحلال والحرام.
فقوله: ((مثل أصحابي مثل النجوم)).
تأويله عندنا -والله أعلم-:
أنه إنما عنى به أولئك الذين صحبوه بدوام الصحبة، ولزموه في الحضر والسفر، وفقهوا في دين الله، وعرفوا الناسخ والمنسوخ والسنن، حتى صلحوا من بعده للخلافة، فكانوا خلفاء مهديين، وأمراء في الأمصار مرضيين، فهم الذين بأيهم اقتديت اهتديت؛ مثل: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وأبي عبيدة، ومعاذ، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وأشباههم ممن قد عرفوا