كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

بالفقه في دين الله، والصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهم النجوم الأدلة، فإنما شبههم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجوم، والكواكب ليست بأدلة، ولا بهم اهتداء، وهؤلاء القوم من أصحابه هم قليل عددهم كالنجوم، لأنهم أهل بصائر ويقين، وإنما جاز لهم اجتهاد الرأي بفضل اليقين والبصائر، فلما اختلفوا في اجتهادهم، كان كل من أخذ بقول من أقوالهم تقليداً له، كان مهتدياً إذا لم يكن من أهل النظر والتمييز، فمن كان من أهل النظر، فاستنبط واختار قولاً من أقوالهم مجتهداً، كان له ذلك، فأما من لم يكن له صحبة، وإنما رآه رؤية واحدة؛ مثل: طارق بن عبد الله المحاربي، ومثل: رويفع بن ثابت البلوي، ومثل: نبيشة الهذلي، فهؤلاء مثل الكواكب يضئن لأنفسهن، وليسوا بأدلة، ولا بأئمة.
وأما قوله: ((أهل بيتي أمان لأمتي)).
فإن أهل بيته من خلفه من بعده على منهاجه، وهم الصديقون.
وروي في الخبر: أن الأرض شكت إلى ربها انقطاع النبوة، فقال: سوف أجعل على ظهرك أربعين صديقاً، كلما مات منهم رجل، أبدلت مكانه رجلاً.
ولذلك سموا: أبدالاً، بدل الله أخلاقهم، فطيبها، وطهرها، وصفاها، وكلما مات رجل، أبدل مكانه مثله، قد هيأه لذلك، ورباه، وهذبه، وأدبه حتى يقوم مقامه، فهم أوتاد الأرض، وبهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون.
1134 - حدثنا عمر بن يحيى بن نافعٍ الأبلي، ثنا العلاء بن زيدلٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: الأبدال أربعون

الصفحة 130