كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
عن ذكره، قال الله تعالى: {لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون}.
والإيمان: هو طمأنينة القلب إلى ذكر الله في كل أموره، فإذا ذكر، أمن به جملة، ثم مال يميناً وشمالاً ليطمئن إلى الأسباب والخلق، فذاك غش الإيمان، قد خلط به ما ليس منه، والأنبياء -صلوات الله عليهم-، والأولياء من بعدهم قد اطمأنوا إليه، فأقدامهم بين يديه كالجبال الرواسي، وهو نصب أعينهم، يراقبون ما يخرج من حجب الغيب من مشيئته وتدبيره، فإنه كل يوم هو في شأن، فيقبلون منه اهتشاشاً، وتسارعاً، ونفوسهم ألين لمشيئته وأحكامه وتدبيره من الدهن باللبن، قد أخبتوا إليه، وانخشعت نفوسهم؛ لأن شهواتهم قد ماتت من هيبة جلاله، (والمستحقون للذكر هم أهل الذكر.
قال له قائل: ومن المستحقون للذكر؟
قال: من ذكره) بحقيقة الذكر.
قال: وكيف حقيقة الذكر؟ قال: أن لا يبقى على قلبه مع ذكره في ذلك الوقت ذكر نفسه، ولا ذكر مخلوق، فذلك الذكر الصافي.
قال: ويكون هذا؟