كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

والذي خمد عقله القرب والدنو قد استوجب من الله كرامة، أنطق لسانه، وحفظ عليه شأنه، وأيده، وعصمه، فالذي خمد عقله الكبر بمنزلة قمر حل به الكسوف، فذهبت منفعته، والذي خمد عقله للقربة والنور الذي حل به بمنزلة قمر فيمن طلعت عليه شمس، فخمد نور القمر لضوء الشمس، ولم يعمل شيئاً، فبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مستقره، وسواد ذكره، وهو كما قال الله تعالى في تنزيله: {ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدقٍ}، وهي الأرض المقدسة.
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبوئ الذكر في أرض الله، فبدأ بمكة، فطرد وبقي الذكر، قال الله -جل ذكره-: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين}، وهم المهاجرون والأنصار، فتبوؤوا الذكر والإيمان، فصار أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لتبوئه الذكر.
والأهل والآل: بمعنى واحد، والهاء والهمزة أختان تجزي إحداهما عن الأخرى، وإنما قيل: أهل؛ لأنه حيثما ذهب، فهو راجع إلى ذلك المستقر، وكذلك الآل؛ حيثما تفرق، فالنسبة تؤول إلى الأصل،

الصفحة 138