كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
وأهل البيت: كل من رجع نسبه إليك من الأصل، وأما أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو كذلك أيضاً، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذه الله من خلقه، فاختصه لنفسه، واصطنعه، واصطفاه لذكره، فكان في كل أمرٍ قلبه راجع إلى الله، من عنده يصدر، ومعه يدور، وإليه يرجع، فكان هذا البيت أشرف، وأعلى من البيت الذي هيئ له في أرضه من النسب، فكان أهل هذا البيت غالباً على ذلك البيت.
ألا ترى أنه غلب على نفسه ما أكرمه الله به من النسبة، فمن قبل ذلك كان يقال: محمد بن عبد الله، فإذا نسب إلى فعل، قيل: محمد الأمين، فلما جاءت الكرامة، غلب على اسمه هذا الاسم، فقيل: نبي الله، ورسول الله، فكذلك هناك كان له بيت النسبة، فلما جاءه بيت الكرامة والنبوة، فغلب على ذلك البيت، كان كل من كان قلبه راجعاً إلى الله تعالى طريقه من أهل ذلك البيت، فأهل بيته هم الأربعون الذين خلفوه من بعده حتى تقوم بهم الأرض، و [بهم] يمطرون ويرزقون، قاموا مقامه، ولو كان كما ذهب إليه هؤلاء المفتونين بخدع الشيطان في صدورهم، إذاً لاستحال.