كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

كان يأخذ المعزفة، فيضرب بها عند قراءة الزبور، يريد أن يبكي ويبكي.
1098 - حدثنا صالح بن عبد الله، قال: حدثنا عمر ابن هارون، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاءٌ، قال: سمعت عبيد بن عميرٍ يقول: كان داود عليه السلام يأخذ المعزفة فيضرب بها، ويبكي.
فالمعزفة تهيج من معدن السرور، وما فيه من معدن الحزن، هكذا الظاهر من التدبير: أن المعازف إنما تكون في مواضع السرور، وفي أوقاتها، والنوائح في أوقات الأحزان، فذكر عند هاهنا شأن المعزفة، ثم ذكر البكاء.
فدل ذلك أن هذا بكاء للشوق؛ لأن المشتاق الهائم من طول الغيبة والحبس عمن اشتاق إليه يشتد حزنه، وفي باطن حزنه سرور؛ لأن الحب أصله، والسرور من الحب، والشوق من السرور، والحزن من أجل الشوق، فإذا لاقى قلبه أصوات السرور، بكى، فكان هذا دليلاً من فعله أنه كان يضرب بالمعزفة، يريد أن يبكي، ويبكي المشتاقين.

الصفحة 15