كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

عليه، وإنما يروج الكلبي وأشباهه مثل هذا على هؤلاء الأغنام من منتحلة العلم الذين جل علمهم هذا السواد في البياض، اقتصروا عليه، وغاب عنهم ما في باطن ذلك السواد، فرب كلمة منها معان بما فيها يملأ وادياً، فيصير نهراً، وما من علم ظاهر إلا وله حكمة، والحكمة ما بطن، يؤتيه من يشاء، قال الله تعالى: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً}.
فالعلم الظاهر هو الذي سودوه من هذا البياض بالتخليط، وغاب عنهم أصل العلم، وعجزت أفهامهم، وإلا، فكيف يجوز أن يروج عليهم مثل هذه الأشياء، فيقال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}: إنها نزلت في علي، وفاطمة، والحسن، والحسين خاصة، والخطاب موصول بعضه ببعض من قوله: {وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}.
فقوله: {عنكم} هذه الكاف كاف الخطاب على من يقع، ثم قال على إثره: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن} فكيف صار ذلك الكاف الثاني خطاباً للنساء، والكاف الأول خطاباً لعلي وفاطمة، وأين

الصفحة 150