كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

الملكوت، وأخشاهم لله، وأعلمهم بتدبير الله، وأغناهم بغنى الله.
هذا قليل في الناس، والعامة من الناس قد عجزت عن هذا؛ لما يرون الأشياء بالأسباب، وبذلك تعلقت قلوبهم، ومنها افتتنوا حتى عصوا الله في جنبها، فمحال أن لا يكون للشيء عندهم قدر، وإنما لهم عصمة عن تناول حرامها وأوساخها، ثم هم مع ذلك في الفتنة، ومن أجلها يحرمون عظيم قدر ما في أيديهم من هذا الحطام عندهم، حتى لا تسخو نفس أحدهم أن يخرج مما في يديه فلساً إلا بعربون.
قال له قائل: وما العربون؟ قال: الديون بالأعجمية، ألم تر إلى الرجل يستصنع صانعاً شيئاً، ويبين له المقدار ليتخذه له، فيعطيه العربون، فإنما أخذ منه العربون؛ لأنه لما لم يسكن قلبه على ما واصفه عليه،

الصفحة 155