كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

مغيرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في مال أبي بكر كما يعمل في مال نفسه.
فإنما كان يفعل ذلك؛ لما قد عرف منه.
ألا ترى أنه لما قال لهم: ((تصدقوا))، فجاء أبو بكر بماله كله، فقال: ((يا أبا بكر! ما تركت لأهلك؟))، قال: الله تعالى ورسوله.
فهل كان يفعل في مال غيره مثل ذلك؟ فإنما صارت مخالطة المطبوع على السخاء أطيب، والتناول من شيئه أشهى، والأكل من طعامه أحلى وأطيب، من أجل سقوط قدر ذلك عن قلبه، ولا يكاد أهل الانتباه واليقظة يدخلون لبيوت البخلاء، ويتناولون من أطعمتهم، إلا ويجدون ثقل ذلك على قلوبهم، ويفتقدون ذلك الطيب، وتلك الحلاوة واللذة من طعامهم، والقلوب تحس بما في نفوسهم من قدر ذلك الشيء عندهم، فيذهب طعمه وطيبه منهم.
ألا ترى إلى ما جاء عن قوم موسى عليه السلام من تلك الأمة التي ذكرها الله في

الصفحة 164