كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

المسلم على أخيه المسلم)).
فاليوم الإقدام على هذا جرأة عظيمة، ولا أعلم في هذا ثقة إلا لأولئك الذين خلت قلوبهم من نفوسهم، وتعلقت بالخالق البارئ الماجد الكريم، فلا يبالون ما أقبل وما أدبر، ومن أخذ، ومن أعطى، يتناولون من الدنيا لله، ويمسكونها لله على نوائب الحق، ويعطونها لله، فإن تناولت من أموالهم، لم يرجع عليك وبال منهم إذا أخذتها لله، وهذا فيما بينهم يجوز، وأما غيرهم، فالأخذ من أموالهم فلا؛ لأن الذي يتناوله بغير حق، يتناوله، فيثقل عليه فعله.
ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم، وهو من أسخى البشر، والدنيا ساقطة عن قلبه: ((إنما أنا خازنٌ، يعطي، وأنا أقسم، فمن أخذ مني

الصفحة 168