كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

ابن آدم من يخافه ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله، لم يسلط الله عليه غيره، وإنما وكل ابن آدم لمن رجا ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله، لم يكله الله إلى غيره)).
وقال الله -جل ذكره- لنبيه صلى الله عليه وسلم: {واصبر وما صبرك إلا بالله}، يعلمه أنه لا يتم له ذلك إلا بعون من الله، وغياث منه.
وأما قوله: ((وما أعطي عبدٌ عطاءً هو أوسع من الصبر))؛ لأن الصدر قد انشرح، واتسع للنور الوارد على قلبه، فإذا اتسع الصدر، يسرت عليه الأمور كلها، وهو قوله: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نورٍ من ربه}، فإذا استقر النور في القلب، انفسح الصدر وانشرح، وألقى بيديه سلماً لمولاه في أمره ونهيه، وجميع أحكامه عليه، وتدبيره له، ولم يبق للقلب منازع؛ لأن النفس إنما تذل، وتنقمع، وتموت شهواتها، وتلقي بيديها حين يشرق الصدر، فيحل بها من ذلك الإشراق خوف الله، وخوف عقابه.

الصفحة 179