كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

فإنما حذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك؛ لأن في إسكانهن الغرف تطلعاً إلى الرجال، وليس في ذلك تحصين لهن، ولا ستر، وذلك أنهن لا يملكن أنفسهن حتى يشرفن على الرجال، فتحدث الفتنة والبلاء، فحذرهم أن يجعلوا لها ذريعة إلى الفتنة، وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس للنساء شيءٌ خيرٌ لهن من أن لا يراهن الرجال، ولا يرين الرجال)).
وذلك أنها خلقت من الرجل، فنهمتها في الرجل، والرجل خلق فيه الشهوة، وجعلت سكناً له، فغير مأمون كل واحد منهما في صاحبه، وكذلك تعلم الكتابة، ربما كانت سبباً للفتنة.
وذلك أنها إذا علمت الكتابة، كتبت إلى من تهوى، والكتابة عين من العيون، به يبصر الشاهد الغائب، والخط هو آثار يده، وفي ذلك تعبير

الصفحة 184