كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
فهذا رجل فر من الحرام، وتغمص في الشبهة، فهو يخادع الله بذلك، يقول: أفر من الحرام.
قوله: ((عبد يذله الرعب عن الحق)) إذا استقبله حق من حقوق الله تعالى، فأراد أن يقيمه، جاءت النفس بسوء ظنها، فخوفته وجوه المهالك حتى ترغبه، فتذله، وقد ندب الله تعالى في تنزيله، فقال: {كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}، فهذا العبد من سوء الظنون علاه الرعب، فانكسر قلبه، وانخلع جبناً، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((شر ما في الإنسان: حرصٌ هالعٌ، وجبنٌ خالعٌ)).
فالحرص: يورث القلب هلعاً، وهو: أن لا يشبع، كلما وجد شيئاً، بلعه، ولا قرار له، ولا يرى في جوفه ذلك، والجبن إذا انتفخت الرئة منه