كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
من الله أن يجدوا دوام ذلك الإيمان على قلوبهم في وقت النعمة، وكذلك في البؤس والشدة، فيكونوا عند أحكامه عليهم في الأحوال مطمئنين به، كما اطمأنوا به رباً، فهذا دوام الإيمان.
وقال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: ليأتين على الرجل أحايين وما على جلده موضع إبرة من النفاق، وليأتين عليه أحايين وما على جلده موضع إبرة من الإيمان.
1101 - حدثنا بذلك قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدثنا ابن لهيعة.
معناه على ما وصفناه بدءاً: أنه يصير قلبه خالياً عن ذكر كل شيء، ويتفرد للفرد الواحد، فيأنس به، ويطمئن إلى حكمه، فلم يبق فيه شيء من النفاق، فإذا غلبت شهوة أو رغبة، أو رهبة أو غضبة، فملكته نفسه، صار إيمانه في قلبه كشمس قد انكسفت، فذهب ضوءها، فجاءت النفس، فطالبها بظلمها وداهيتها، فإنما سأل إيماناً دائماً؛ أي: يدوم له شمسه،