كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

جميع خلقه، فقال في آخره: ((وما خلقت الخلق لحاجةٍ كانت بي إليه، ولكن لأبين به قدرتي، ولأعرف به للناظرين نفسي، ولينظر الناظرون في مملكتي، وتدبير حكمتي، ولتدين الخلائق كلها لعزتي، وليسبح الخلق كله بحمدي، ولتعنو الوجوه كلها لوجهي)).
فالغافل عن الله ينظر إلى الأشياء بعين الغفلة، فيعجب بها، وتصير عليه فتنة، ومن شرط الله على العباد أن يعتبروا، والاعتبار: هو العبور عن الأشياء إلى خالق الأشياء، فإذا لم يعتبروا، وبقوا مع الأشياء عجباً وفتنة، أفسد ذلك الشيء عليهم نيتهم، وتغير عليهم عجبهم، فقد تقدم الشرط قبل خلق الخلق، فهم مقرون بالقدر أنه قدر الخلق؛ لينظروا إلى تدبيره وملكه، فلو كان شيء سابقاً للقدر، لسبقته العين؛ لقربه منه وجواره، ولا يسبقه؛ لما سبق من الشرط قبل أن يخلق الخلق.
وأما قوله: ((وإذا استغسلتم فاغسلوا))، فإنه كذا جرت به السنة عن

الصفحة 33