كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

وهكذا في شأن النفس: أنها تعاف غسالتها، وترى بها رفضاً، ليجعل الله الشفاء فيما رفضت نفسها وعافته؛ لأنه ليس شيء في الأرض مما يلائم النفس إلا ولها فيه شهوة إليها تروع ومد عين، وتلك آفة، فاستشفاء هذا المعان بما قد رفضت نفس العائن وعافته، وتخلصت من آفة النفس؛ تقرباً إلى الله عز وجل بخلافها، وبالرد عليها؛ تأميلاً للشفاء، وحسن ظن به.
فحقق الله الأمل، ووفى بالظن، فعافاه، وصارت النفس مزجورة مذمومة بفعلها، ولم يوجد في ذلك الوقت شيء مما حضر إلا وللنفس فيه شهوة ومراد، فأمرت تلك النفس التي فعلت ذلك أن تعمد إلى شيء ليست لها فيه شهوة، ولا إرادة، فتزايل ذلك الشيء، وللشيء عندها مرفوض ثقيل وخيم، فيكون في ذلك الشفاء الذي حل به منها ما حل من سقم النظر، وسوء استعمال البصر الذي أكرمه الله عز وجل.
1103 - حدثنا محمد بن أبان الهلالي، قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الرازي، قال: حدثنا طالب بن حبيبٍ المدني الأنصاري، عن عبد الرحمن بن جابرٍ، عن أبيه،

الصفحة 36