كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

فإنما صار أكثر من يموت بذلك؛ لأن هذه الأمة فضلت باليقين على سائر الأمم، فحجبوا أنفسهم بالشهوات، فعوقبوا بآفة العين، فإذا نظر أحدهم بعين الغفلة، وقد فضل باليقين على الأمم قبله، كان عيبه أعظم، والذم له ألزم.
وهو قوله عز وجل في تنزيله: {قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم}؛ أي: لن يؤتى أحد من الهدى؛ أي: من اليقين مثل ما أوتيتم، ثم قال: {قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء}، ثم قال: {يختص برحمته من يشاء}.
فهذه رحمة من الله لهذه الأمة، فلما فضلهم باليقين، وهو التأييد الأعظم من الله، لم يرض منهم بأن ينظروا إلى الأشياء بعين الغفلة، وتتعطل منة الله عليهم، وتفضيله إياهم.

الصفحة 38