كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
وكذلك قوله: ((من استجار بالله، فأجيروه))، فهو من الاستعاذة قد دخل في جواره، وجار الله لا يؤذى.
وقوله: ((ومن سألكم بالله، فأعطوه))، فالسؤال بالله بوجهه أن يقول: سؤالي هذا بلساني في الظاهر، ولكن في الباطن كأنه يؤدي إلى أن يقول: أسأل ربي أن يسألك هذه الحاجة لي، فكأنه صير الرب هو السائل بينه وبين صاحبه، فالله لا يرد، وهذا إذا سأل بحق، وإذا سأل بباطل، فإنه لم يسأل بالله، إنما يسأل بالشيطان.
وروي عن علي رضي الله عنه: أنه قال له رجل: أسألك بوجه الله تعالى، فقال: إنما سألتني بوجهك الخلق.
1106 - حدثنا صالح بن محمدٍ، قال: حدثنا سليمان ابن عمرو، عن سالمٍ الأفطس، عن الحسن، وسعيد بن جبيرٍ، عن علي رضي الله عنه: أن رجلاً سأله، فلم يعطه شيئاً، فقال: أسألك بوجه الله تعالى، فقال له عليٌّ: كذبت، ليس بوجه الله سألتني، إنما وجه الله الحق ألا ترى إلى قوله: {كل شيءٍ هالكٌ إلا وجهه} ما أريد به وجهه، ولكن سألتني بوجهك الخلق.