كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

محبة الله كائنة؛ لأن القلب ينبسط عند المحبة، وينقبض عند المخافة، فإذا غلبت المحبة على الخوف، انبسط، وإذا غلب الخوف على المحبة، انقبض؛ لأنه يلاحظ العظمة، وفي وقت الانبساط يلاحظ جوده وكرمه، وكأن انبساط علي إلى الخلق ومعاملته إياهم على حسب ذلك من السعة والبشر والهشاشة، وبتلك القوة أمكنته المحاربة، وتشجع، وصلى على قتلى الفريقين.
وقال: رحمكم الله! دعيتم فأجبتم، وأمرتم فأطعتم.
ومن كانت هذه صفته كانت شهوته هائجة، وكان قوياً في أمر النساء.
وكان يقول: كنت رجلاً مذاءً، فكنت أغتسل في اليوم مرات حتى شحبت، وكنت أستحي أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل ابنته، فأمرت المقداد أن يسأل لي رسول الله، فسأله، فقال صلى الله عليه وسلم: ((يجزئك الوضوء)).
وكان قد هم أن يتزوج على فاطمة، حتى خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فقال: ((إن بني المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من عليٍّ، وإن فاطمة بضعةٌ مني، يؤذيني ما آذاها، ألا فإني لا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن)).

الصفحة 446