كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
فإنما نام تلك النومة؛ ليأخذ العدة للقومة، فاحتسب بالنومة قضاءً عن العبودة التي قبل من ربه أنه إنما خلقه عبداً وخلقه ليعبده، فإذا نام، تلذذ بنوم، وأتى أهله تلذذاً لم يحتسب بها قضاءً عن العبودة، فبطل أجره، وبقيت العبودة في عنقه، فلقي الله، وقد خسر أجر العبودة في ذلك الوقت الذي عطله، فإن شاء الله، عفا عنه، وإن شاء، حبسه للحساب الطويل، والهول العظيم، وإذا مال بهذه الشهوات إلى الحرام، فإنما يقضي عبودة النفس، فما ظنك بعبد خلقه الله تعالى عبداً، وقبل هذا العبد هذه العبودة، ثم ذهب فصير نفسه عبداً لنفسه وشهواته، وذهب بعبودته عن الله إليها؟
ولذلك استوجب اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم البرية، وأرأفهم بالأمة.
1294 - نا بشر بن هلالٍ الصواف، قال: نا عبد الوارث ابن سعيد، عن يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن عبد الدينار، لعن عبد الدرهم)).

الصفحة 468