كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

ما اكتسب، والمرء مع من أحب، ومن مات على ذنابى طريقٍ، فهو من أهله)).
قال أبو عبد الله:
فقد كشف لك هذا الحديث عما قلنا: أن ما احتسب قضاءً للعبودة، فهو له، وما لم يحتسب ذلك، ولكن، اكتسب، فهو عليه؛ لأن الكسب فعل الأركان، والاكتساب فعل الذات، فإذا كان فعل الذات اكتساباً، لم يكن احتساباً؛ لأن اكتساب الذات للنفس، فإذا جاء الاحتساب، ذهب الاكتساب؛ لأن الاكتساب حظ النفس، تكتسب اتباع الهوى فيما تقضي النفس من مناها، وشهواتها، ولذاتها، فذاك عليه، فإذا جاء الاحتساب من قوة القلب بذكر العبودة مع النية الصادقة، فبتلك النية تحول العمل، فصار لله، لا للهوى، وكذلك الاحتساب الذي يحتسب به على الله قضاء للعبودة،

الصفحة 470