كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

بلغنا في الخبر: أنها قالت له: يا يوسف! ما أحسن صورة وجهك! قال: في الرحم صورني ربي، فقالت: يا يوسف! ما أحسن شعرك! قال: هو أول شيء يبلى مني في قبري، قالت: يا يوسف! ما أحسن عينيك! قال: بهما أنظر إلى ربي، قالت: يا يوسف! ارفع بصرك، فانظر في وجهي، قال: أخاف العمى في آخرتي، قالت: يا يوسف! أدنو منك وتتباعد عني؟! قال: أريد بذلك الاقتراب من ربي، قالت: يا يوسف! القيطون [فرشته]، فادخل معي، قال: القيطون لا يسترني من ربي، قالت: يا يوسف! فراش الحرير قد فرشته، قم فاقض حاجتي، قال: إذاً يذهب من الجنة نصيبي، قالت: يا يوسف! إنك لجريء على سخطي، قال: أريد بذلك مرضاة ربي، قالت: يا يوسف! أنت عبدي، اشتريتك بمالي، فتتعظم علي؟! قال: بجرمي وخطيئتي اشتريتني، قالت: يا يوسف! ليتني لم أعرفك، و [لو] لم تكن قربتني بطول صحبتك، رجوت أن تقر بك عيني، قال: إن الموت موكل بي.
قالت: يا يوسف! ضع يدك على صدري، قال: إنه لا صبر لي على احتراق جسدي إذا زرعت في أرض غيري، قالت: يا يوسف! الخبيثة قد عطشت، قم فاسقها، قال: الذي بيده مفاتيحها أحق بسقيها، قالت: يا يوسف! أعتقتك من الرق، وجعلتك بمنزلة زوجي، فبأي حيلة امتنعت مني؟! قال:

الصفحة 48