كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

بعضها بعضاً، فإذا رفع رأسه، لم يعد إلى السجدة الأخرى حتى يستوي، ويرجع كل عضو إلى مكانه، وإذا سجد، فرفع رأسه، لم يعد إلى السجود حتى يعود قاعداً كما كان، ويرجع كل عضو إلى مكانه، فذلك إتمام الركوع والسجود، وإذا قعد، جثا على ركبتيه، وانتصب اليمنى منه، وافترش اليسرى معتمداً بجلسته عليه، فالمداومة على الصلاة ما وصفنا.
وأما الخشوع: فهو على القلب، ومن عنده يبتغى، فإذا لم يكن هناك، فليس ذاك بخشوع، إنما هو مداومة، فالمحافظة من الخشية، والمداومة من الخوف، والخشعة من التجلي، فإذا خشي القلب، حافظ، وإذا خاف، داوم، وإذا خشع، فالأركان مستعملة منقبضة، ثم تتحول صفات الخشعة على اختلاف صور الأفعال فيها، فأولها خشعة في صورة الأسر، ثم بعدها خشعة الخدم، ثم من بعدها خشعة العبودة، ثم من بعدها خشعة الرق، ثم من بعدها خشعة الحمد، ثم من بعدها خشعة التعلق، ثم من بعدها خشعة الخضوع والملق مع الأمل، ويتشهد في جلسته؛ لأنه قد جعل للأحباب السبيل إلى ذلك، وقال في تنزيله: {ادعوني أستجب لكم}.

الصفحة 508