كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
والسفهاء، فهرب بنفسه، ومعه رجلان: أمير جنده، وصاحب مشورته، حتى إذا كان ببعض الطريق، وهو يريد جبلاً يتحصن فيه، وكان في بني إسرائيل رجل قد غلب القضاة والحكام قبل داود عليه السلام، فلما وليه داود، أنصف منه الضعيف، وأقام عليه الحدود، وكان جلده حدوداً مراراً، فلما سمع ببيعة ابن داود، أسرع إليه، فلقي داود عليه السلام في بعض الطريق، فلما نظر إليه في مذلة البلاء، قال: أداود؟ قال: نعم، فقال: الحمد لله الذي نزع ملكك، وأهانك، وأذلك، وأفردك إلى نفسك، وفرق عنك جموعك، فلما سمع ابن أخت داود عليه السلام مقالة الرجل، وهو أمير جنده الذي كان معه، سل سيفه ليضربه، فقال داود عليه السلام: مهلاً، فإن هذا ليس هو الذي يسبني، وإنما الله هو الذي يسبني على لسانه بذنبي، وخطيئتي، ومتى كان يطمع هذا وأمثاله حتى يأذن الله له، فلم يظلمني ربي، ولكن أنا الذي ظلمت نفسي، ثم انطلقوا هاربين، حتى كمنوا في تلك الجبال خائفين لا يأمنون القتل.