كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
قال: كيف الرأي في قتالي له؟ قال: إن كنت تريده في يوم من الأيام، فعاجله اليوم ما دام مخذولاً مسخوطاً عليه، فإني أعلم أنه لم يترك هذه المنزلة إلا لذنب، فالله عنه معرض، وهو بعد لم يتدارك التوبة، ولن يعترضه بمثلها، وإن أخرت أمره حتى يتوب الله عليه، ويغفر له، لم تطقه، فهو الذي قتل جالوت، ونزع طالوت ملكه، وأذل رقاب الملوك.
واستشار الآخر، فقال له: هل سمعت بابن نبي قتل أباه؟ أم هل سمعت بنبي أذنب فلم تقبل توبته؟ أم لعلك تطمع أن تبلغ المعشار مما صنع الله لداود في علمه وحكمه وقسطه؟ أم ماذا تقول لربك يوم القيامة وقد قتلت أباك ونبيه، ووطئت فراشه؟ وما وجه التوبة من قتل نبي ووالد ونكاح أمهاته؟ ما أعلم يقبل ممن فعل هذا صرفاً ولا عدلاً، فإن كان لا محالة أنت ضابط هذا الملك، وبما أجمعت عليه من عقوق أبيك وخلعه، فلا تطلبه، ولا تقتله، فإن كان الله قد أذن بفنائه وهلاكه، فما أكثر معاريض