كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
وألوان وألحان بنغمة برزت بها على الأنام، تغمر الأصوات، وتنير منابع قلوب الصديقين إلى كرامة ذي الجلال والإكرام، وتنعم أرواح المقربين إلى وسائلهم بالحنان المنان، ذي اللطف والإنعام، إذا أنت مخذول سلس القياد، قد زلت قدمك من المحراب، أبعد مما بين المشرق والمغرب، طار فؤادك، وأحاطت بك الفتنة، وسكنت عنك الأحوال، وانقطعت المناجاة، وسهوت عما أنت فيه بطائر طار بين يديك في كوة المحراب سبباً للفتنة والبلاء عليها من كل زينة وبهجة من بهجات الدنيا، فلم تتمالك أن هويته، وقمت إليه، فيا ويح من وكل إلى نفسه كيف يأمن ساعة من عمره، فوقعت في فتنة بعد فتنة تداولتك أيديها وأنت في غمراتها، حتى إذا تناهت بك منتهاها، ووصلت إلى نهمتك منها، شهد لك الصدق بما اضطرب عليه قلبك، واقتضاؤك الوفاء اللطيف بك، الكريم المتحبب إليك بما كنت عاهدته، وقبلت عليه ميثاق النبوة، فاعتذرت في التوبة والاستغفار، واعتزلت النساء والأهلين معتذراً إلى العزيز الغفار، ولم تتهنأ بما ملت إليه، ولا وصلت النفس إلى منيتها القصوى توبة علم ومعرفة بما قابلتها