كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
وأنت لا تشعر من تجيب، وخاطبت خطاب من لا يفكر بمرجوع جوابه.
فقلت: {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعضٍ}، فقال الملكان: وغير الخلطاء قد يبغي كما بغيت على جارك في امرأته، ولم يكن لك بخليط ولا شريك، وقد حصرت نفسك في هذا البيت، واحتجبت فيه، فلا يوصل إليك، حتى ضاع الناس، وكاد يأكل بعضهم بعضاً، يأتيك ذو الحاجة من الشقة البعيدة، فلا يصل إليك، حتى تطول مدته، وتشتد مؤنته، ويضيع حقه، ويأتيك الضعيف، فيحجب عنك حتى يأكله القوي، فإن كانت الصلاة هي التي شغلتك عنه، فقد كان في الحكم بين الناس ما تجد لك عنها عوضاً، والقيام به أفضل من الصلاة، وإن كان اشتغالك هذا في طلب التوبة مما فعلت بامرأة جارك، فترك الخطيئة كان أهون عليك من طلب التوبة.
ثم تحولا عنه في صورتهما، وطارا، فلما انكشف الغطاء، وعرج