كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

فنودي: ما لك يا داود؟ أجائع أنت فتطعم؟ أظمآن أنت فتسقى؟ أمظلوم فتنصر؟ أعارٍ فتكسى؟ فزفر زفرة وهاج ما في جوفه من اللهبان، فأحرق العشب الذي كان نبت عند رأسه فيه، ثم قال: أما نظر في خطيئتي بعد؟ لقد عرفت إلهي أن رحمتك واسعة، ولولا رحمتك، لفضحتني، ومن هذا الذي ينصرني إن خذلتني؟ ومن ذا الذي يغفر لي خطيئتي إن لم تمحها من كتابي؟
إلهي! يقشعر جلدي إذا نظرت إلى خطيئتي التي مع ملائكتك، فهم حافظون لها، أمن هذا الذي يتداركني برحمة إن لم تتجاوز عني، وتمن بها علي؟ تصدعت الخدود، وانقطعت الأشجار، وارتجت البحار، وفزعت الجبال والآكام من عظم خطئي، لا أطيق حمل خطيئتي إن لم تحملها عني.
إلهي! ينام كل ذي عين، ويستريح في موطنه، وقد شخصت عيناي تنتظران رحمتك، إلهي! فتقبل دعائي، وارحم شمطي، وتجاوز عن ذنبي، سبحان خالق النور إلهي!

الصفحة 69