كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
سبحان خالق النور إلهي! فقل أنت الآن: إلهي! يا راحم الضعفاء الجهلة: إذا كان صفيك داود لم ينج من الفتنة مع نبوته، فكيف بالجهلة الضعفاء؟ سبحان خالق النور إلهي!
يقول داود: إلهي! يغسل الثوب فيذهب درنه ووسخه، والخطيئة لازمة لي لا تذهب عني، وثوبي يبلى، وجسمي يفنى، وخطيئتي لا تبلى، سبحان خالق النور إلهي!
فقل أنت الآن: إلهي! إن كانت الخطيئة لازمة لداود، فهي لنا ألزم وألزم، أخاف أن لا يطهرنا منها إلا حريق النيران، سبحان خالق النور إلهي!
يقول داود: إلهيّ ويل للخطائين يوم القيامة كيف يحشرون غداً حفاة عراة؟ ويل للخطائين حين يأتيهم ملائكة غلاظ شداد، أعينهم كالبرق الخاطف، ولهب النار يخرج من أفواههم، ليست لهم رأفة ولا رحمة، فيبطشون بهم، ويل للخطائين حين يعلو جهنم زفيرها، ويشتد تلظيها، وتنشر أغلالها، ويتطاير شررها، سبحان خالق النور إلهي!
فقل أنت الآن: إلهي! لقد أرعب داود قلوب العصاة المذنبين، أنطقه لسان الخوف، وسخطك أشد على عارفيك، وفراقهم رضوانك من جميع ما حوته جهنم من ألوان العذاب، فليت شعري ما الذي يظهر لنا من جودك