كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
بالقوة حتى أبلغ رضاك عني، لك القدرة في أمرك كما تشاء، أنت الحق، وخالق الخلق، ناصيتي بيدك، إن عجز عني عملي في الدنيا، فكيف يغني عني في الآخرة ما قد عجز عني في الدنيا؟ لا أثق بعملي وأنا منه خائف، وأسألك رأفتك يا أرحم الراحمين، سبحان خالق النور إلهي!
ما أعظم ملكك، وأشد سلطانك، وأصدق قولك! من يقوم لغضبك؟ إلهي!
فقل أنت الآن: إلهي! داود محتاج إلى مدد الدموع مع غزارة منابع دموعه، ومحتاج إلى مدد الخشية والقوة مع سلطان النبوة، فكيف تكون حاجة من قلبه أسير شهواته؟ وتابع نفسه الأمارة بالسوء، وإن لم تداركه بالرحمة التي تنال بها عصمتك، وإلا، فهو أسير عدوه اليوم، وغداً أسير نارك الكبرى.
يقول داود: إلهي! تبت إليك، فتب علي، وتضرعت إليك، فارحم تضرعي، طمح الشيطان بنفسي إلى ما لا ينبغي لي، فإن لم ترحمني، فارحم دموعي.