كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

فنودي: يا داود! أتذكر دمعك، ولا تذكر ذنبك؟
فنادى: أعوذ بنور وجهك من ظلمة خطيئتي، ومن العمى والصمم يوم يتجلى نورك لمن شئت من خلقك، ويسمع كلامك من رحمت من خلقك، هذا مكان العائذ بك، أعوذ برأفتك من شدة عقابك، وبرحمتك من عذابك، وبعزتك من الذل والخزي يوم تجمع خلقك لفصل القضاء.
إلهي! أصبح الشيطان يعيرني، ويقول: يا داود! أين كان منك ربك حين واقعت الخطيئة؟
إلهي! نحل جسمي من خشيتك، واشتد خوفي من قضائك، ولا أجد لي أسوة فيمن خلقت، من أجل أنك سميتني نبيك وخليفتك، وأنزلت علي الزبور نوراً للبصر، وربيعاً للقلب، وأمرتني فيه أن أكون لليتيم كالأب الرحيم، وأن أكون عضداً للضعيف والمظلوم، فلم أبطئ على الفتنة إذ عرضت لي، بل أسرعت إليها، سبحان خالق النور إلهي!
إلهي! هذا مكان العائذ بك، إني أخطأت، وكنت في خطيئتي كالأعمى في الظلمات، وكالأصم مع البكم، قد علمت أن مصيري ومرجعي إلى

الصفحة 80