كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
يا أوريا! قال: لبيك يا نبي الله، لم أخرجتني من النعيم؟ قال: إني أذنبت إليك ذنباً، فتجاوز عني، قال: أوليس قد فعلت ذلك؟ قال: ألا تسألني عما أتيت إليك؟ قال: وما هو يا نبي الله؟ قال: بسبب بتشابع امرأتك، فقص عليه القصة، فسكت أوريا، وانقطع الجواب عن داود عليه السلام، قال: أجبني يا أوريا، وتجاوز عني، قال: يا نبي الله! ما هكذا تفعل الأنبياء يا نبي الله؟ نعم حتى أقوم بين يدي الله أنا وأنت، فصاح داود صيحة أفزعت الخلق والخليقة، وخر لوجهه ينادي: إلهي! قد فني الدمع، وانقطع عني، وطال حزني، ورق عظمي، وبلي لحمي، ونحل جلدي، وبقي ذنبي على ظهري، إليك أشكو فاقتي وضعفي وقلة حيلتي، سبحان خالق النور إلهي!
إلهي! لو أتيت أطباء عبادك في بلادك، فكانوا كلهم عليك يدلني، إلهي! لو تؤاخذ كل من في الأرض جميعاً بذنبي، لم يكن لهم في ذلك حجة، ولا معذرة، فكيف لي في مثل ضعفي؟ وكيف أطيق ذلك وحدي؟
إلهي! زل داود زلة أبعد ما بين المشرق والمغرب، حتى خفت أن يجعل ذنبه حديثاً للخلوف بعد الخلوف، فارحم ضعف داود، إلهي! من يسأل