كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
العبد إلا ربه؟ وأنت ربي، وأنا عبدك، وأنت الغني، وكلٌّ إليك فقير، ومن يسأل الفقير إلا الغني؟ وأنت واجد لكل ما سألت عنه، يغنيهم فضلك، وليس بك فقر إلى أحد، سبحان خالق النور إلهي!
إله إبراهيم الذي أنجيته من أيدي الجبابرة، وبعظمتك أنجيته من حريق النيران، وإله إسحاق الذي أكرمته بالبلاء، فكشفت عنه بالصبر واليقين، وجعلته قرة عين لوالديه، وإله يعقوب الذي أكرمته، وجعلت منه أنبياء، وابتليته بيوسف، فرددت عليه بصره، بعد صبره، ويقينه، أنا من سبطهم وذريتهم، فارحمني بفضل رحمتك إياهم، فنودي: يا داود! ارفع رأسك، أما الخطيئة، فقد غفرناها لك، وأما خصمك، فأمكنه منك يوم القيامة، ثم أستوهبك منه، فيهبك لي، وأعطيه حتى يرضى، وأما المودة، فقد انقطعت بيني وبينك، وما أسرع ما نسيت عهد ربك يا خليفة الرحمن؛ حيث قال لك: يا داود! عاد نفسك، وودني بعداوتها، جاءت الفتنة، فحالت بينك وبين الوفاء بها، وجرت النفس بك في ميدان القضاء في قضاء