كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

رجفت يده، حتى سقط ما تناوله، وكان إذا علا المنبر، رفع بيمينه، فاستقبل بها الناس؛ ليريهم نقش خطيئته، فكان ينادي: إلهي! إذا ذكرت خطيئتي، ضاقت علي الأرض برحبها، وإذا ذكرت رحمتك، ارتد إلي روحي، رب! اغفر للخطائين كي يغفر لداود معهم، فكان يقعد على سبعة أفرشة من الليف محشوة بالرماد، فكان تستنقع دموعه تحت جنبه، حتى تنفذ الأفرشة كلها، وكان إذا كان يوم نوحه، نادى مناديه في الطريق والأسواق والأودية والشعاب، وعلى رؤوس الجبال، وأفواه الغيران: ألا إن هذا اليوم يوم نوح داود، فمن أراد أن يبكي على ذنبه، فليأت داود، فيسعده، فيهبط السياح والعباد من الغيران والأدوية، وترتج الأصوات حول منبره، والوحوش، والسباع، والطير عكف، وبنو إسرائيل حول منبره، فإذا أخذ في العويل والنوح، وأنارت الحرقات منابع دموعه، صارت للجماعة ضجة واحدة نوحاً وبكاء، حتى يموت حول

الصفحة 86