كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

منبره بشر كثير في مثل ذلك اليوم.
وكان ينادي في جوف الليل: إلهي! هدأت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم، ذنبي عظيم، وأنت الرب العظيم، قد علمت سري، فاقبل معذرتي، وقد علمت ما في نفسي، فأقلني عثرتي، إليك رفعت رأسي، يا ساكن السماء! نظر العبيد إلى أربابها يا عامر السماء تساقطت القرى، وأبطل ذكرهم، وأنت دائم الدهر مستغني كرسي القضاء.
ولما أصاب الخطيئة، نفرت الوحوش عنه، فنادى: إلهي! رد علي الوحوش كي آنس بها، فرد الله عليه الوحوش، فأحطن به وأصغين بأسماعهن نحوه، فرفع صوته بقراءة الزبور، والبكاء على نفسه، ونادينه: هيهات هيهات يا داود، ذهبت الخطيئة بحلاوة صوتك.
قال: وقال الله تعالى له: قد غفرت لك يا داود، وألزمت عارها بني إسرائيل، قال: وكيف ذلك يا رب وأنت الحكم العدل لا تظلم أحداً، أنا أعمل الخطيئة، ويلزم عارها غيري؟
فأوحى الله إليه: إنك لما اجترأت علي بالمعصية، لم يعجلوا عليك بالنكرة.

الصفحة 87