كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)
وأما محمد صلى الله عليه وسلم:
فإنه وافى باب زيد بن حارثة، ووقع بصره على امرأة زيد، وهي زينب بنت جحش، وهي في خمار أسود، وكانت وسيمة ذات هيئة، وهي واقفة في صحن الدار، فوقعت في نفسه، فقال بكفيه على عينيه، وتولى، وقال: سبحان مقلوب القلوب! فرجع إلى منزله.
فروي في الخبر: أنه لما أوى زيد إلى فراشه تلك الليلة، عجز عنها، فقالت زينب: أرادني ما يستطيعني، وما امتنعت، فعلمت أن هذا من أمر الله.
وروي في الخبر: أن زيداً أصابه هناك ورم حتى حيل بينه وبينها، فلما رأى ذلك، أحس بأمر حادث من الله، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطلقها، فاعتل بعلل؛ تطييباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إن زينب لا تأتي ما أحب، ولا تبرني، ولا تطيعني في أشياء؛ كهيئة الشكوى، فقال: اتق الله يا زيد، وأمسك عليك زوجك.